أعتقد أننا أحد أكثر الأجيال حظاً في تواجد الكثير من وسائل وطرق الترفية وأصبح يمكن للإنسان مثلاً في حالة وجود 6 ساعات من الفراغ في يومه أن يقوم بقضاء وعمل العديد من الأشياء لكن في الغالب فهناك أزمة -النمطية- لدى كثير منا، فالشاب يأكل نفس الطعام الذي يأكله قرينه في أمريكا أو ألمانيا مثلاً بفضل مطاعم الوجبات الجاهزة، يرتدي نفس الزي ويسمع نفس النوع من الموسيقى، وربما يكون لهذا الأمر تفسير تجاري مقبول بفضل الأمور التسويقية والدعائية.
لكن ما لا يفهم أن النمطية طالت أيضاً أثاث ومعمار البيوت في البلاد العربية، فأصبحت هناك عولمة حتى في المعمار والأثاث داخل بيوتنا، قوالب سكنية جاهزة تشبه بعضها، من دون أي صبغة أو لمحة فيها فأصبح الكرسي مثلاً مجرد أداة وظيفية وقطع الأثاث الخالية من الزخارف أو النقوش التي تتجاوز هذا الغرض الوظيفي لقطعة الأثاث لما هو أبعد فتربي الانتماء لعالمك وشخصيتك الخاصة.
البعض ارتضى فكرة أن يصبح لديه بيت على الطراز الأميركي أو الأوروبي-وحتى- لو كان الأخير جميلاً فهو يعبر عن عالم الغير وليس عالمك الخاص، والعجيب أن البعض يعتقد أن المعمار العربي الإسلامي يكلف الكثير- وذلك لأن أكثر من يهتم به الآن هم السياح الأجانب-، ولا يعلم أنه يمكن لك أن ترسم نقشاً على قطعة من الرخام بواسطة "الشنيور" فقط.
وهنا يجب أن نذكر رأي يتبناه مجموعة كبيرة من الناس بأنه لا يحتاج لتلك الرومانسية أو إعادة تحويل شخصية بيته لأن الحياة داخل البيت بالنسبة له لا تتطلب سوى أشياء وظيفية ليست لها أي بعد فني، ويمكن أن نقدر وجهة النظر تلك مع أن المرء يعيش داخل بيته أكثر من ثلثي عمره وربما يرحل عنه لغيره من دون أن يجد أي تغير أو انتماء لما سبقه بسبب القوالب السكنية الجاهزة في العصر الحديث!؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق