الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

آرنولد وبستانه



إلى حد ما..إني أرى النور، وبداخله بستان من أشجار شقت أغصانها بداخله لكن الظلمة دوماً أفضل للشجرة الأولى بالبستان حيث أن النور يجعلها في مجال الرؤية، ستدهس أو ستسحق بقدم طفل أو عجوز أو مخمور.

كانت لتطيب الحياة لو أن البستان لم يكن بمجال الرؤية، لكن كيف وصاحبه يريد بأن يتباهى أمام جاره "ش" و قريبه "م" والشجرة الأولى هى دوماً من تكون الملجأ عندما يسند عليها كتف مسافر قادم من ريف دافيء لمدينة حارقة ، أو يرمي أحدهم ممن يحتقرون الحديث عمن يشترون الورود علبة مياة غازية في وجهها،  يمتقع وجهه ويطلق الهواء الكحولي الساحق من فمه وأنفه  بكل السخرية من هؤلاء الممثلين السذج الذين يعتقدون أن الحب كلمة تقال أو وردة تقطع من بستان هذا الرجل السمين، نحن نصدق هذا الوغد على الرغم من كرهنا له، ولا ننسى قوله: "  القلب ما هو إلا حجر يتفتت عندما تظهر تعاطفك نحو الآخرين".

 
آه لو أن المطر يأتي معتدلاً لا كثيفاً ولا قليلاً، ربما يغطى البستان بغطاء من البلاستيك من قبل آرنولد السمين، على كل حال لن نطلب منه أن نذهب في نزهة قريبة من هنا أو أن يضع بعضاً من السكر في الماء الذي ينهمر على رأسنا كل صباح.

 
المهم أن يبقينا أحياء فنحن في هذا العالم نخشى من شيئين أن يقطعنا أحد العابرين سواء بعبثية أو بشاعرية، في النهاية سينهي حياتنا لكن الأفضل أن نموت بالطريقة الثانية على الأولى، ونخشى أيضاً من حذاء أرنولد الضخم الذي أنهى حياة بعض الأصدقاء هنا دون قصد.

 
عفواً لن أعرفكم بنفسي..ليس لي اسم ولا موطن ولا سجلات، لكني صديق للرياح وعاشق للمطر وما هذا الجذر الذي تحتي سوى مسمار أريد التخلص منه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق