سأحاول أن أبين موقفي تجاه جماعة الإخوان المسلمين لمن لم يتبينه بعض الأصدقاء بالشكل الذي أردته وهو موقف ليس بالجامد بل يقبل المتغير ويستوعبه.
في البداية فإن الجماعة في تنظيمها القوي المتماسك لا تحمل منهجاً واضحاً في قبول الآراء المتنوعة داخلها حيث تتعامل القيادة بشكل بيروقراطي وأحادي النظرة..وهو ما يمكن تلافيه بقبول المد الشبابي داخلها واستوعاب آرائه بشكل ديموقراطي ولا تمرر القيادة مواقفها وآرائها بدون العودة للقاعدة والعنصر الفاعل بالشارع وهو الشباب.
أيضاً فإن وجود حزب ذا مرجعية دينية لا غضاضة في قبوله إذا ما التزم بتلافي الفكر الاقصائي والشعارات الجامدة وبتطبيق الحريات مع مد جذور التواصل الفني والثقافي في هذه النقطة وعدم قبول الحرية بشكل قطعي واختزالي في صور معينة بل قبولها على إطلاقها.
عندما سألتني أحد الصديقات بأنه ما الذي خرجت لتنادي به في ثورة 25 يناير وأنت تُقصي الجماعة من مخيلتك لمستقبل الحكم في مصر فكان هذا ردي، لا تقصيني وتلتزم بأفكارك المسبقة ثم تطلب مني أن أقف سنداً لك.. فأنا أقبل بجماعة الأخوان اذا ما قامت بثورة فكرية تنظيمية وأعدوا برنامجاً يرفع شعار المواطنة والحريات الغير مشروطة فلا يعقل أن نقبل شيئاً على إطلاقه بدون ان ندرس رؤاه ونستأصل النظرة الشمولية التي عانينا منها الكثير لعدة عقود.
إن الحديث عن حزب الحرية والعدالة ومناصرة هذه الأيديولوجية أو تلك هو حديث مؤجل ولا يصح أن نبدأ فيه دون نقرأ برنامج الأخوان من خلاله ونظرتهم لثورة مصر "25 يناير" ونرى المصالحة الفكرية اللازمة ليتم استيعاب الجماعة كقوة سياسية اجتماعية لا غنى عنها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق