الجمعة، 7 سبتمبر 2012

2



احتلت النوم
وفقدت حتى الكلم
وهمٌ أساوم
هرولات الوقت، سأسميها موًعدا لألتقيه
..ليبعثني من تلك الذبذبات
 وجبة وراء وجبة، دقات جرس ناعق ، أنفاس عابثة
وظلمة تحتاط لي، تُدبر لي
جفنُ يرتخي حتى يلامس السفر القصير
الذي ارتحلته، وما ارتحلته
ذاك الذي كنتَ فيه

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

غير معنونة

يا صديقي الأوحد، عملت بأنك لم تدرك وما كنت لأنظر لك أنك لا تدرك أنني تجاوزت كل ما آلمنا ، فلا المكان هو ولم نعد ننتمي لتلك الجذور، ولكن سنكن..ذات يوم سآتي إليك بسحنة الساذج، الواثق الفاعل ليلتئم ما شطرناه، اذكُر لي ما شفهه اللسان، الحبيبات، الأغنيات، الكلمات الساذجات تلك التي كنا نتقولها ثم نسخر منها، اذكُر لي ما بصرناه سويًا ، الصخور والبحور ، رقصهن، حمالة الصدر الزرقاء، ركضنا وانصياعنا.ما ضلعناه من أساطير وحكايات وشؤون، ما كتبت وحدي من أبياتٍ وأسطر وأخفيته عنك، ما ازدريته منك وما ازدريته مني، تمايزنا، الطرق التي تهشمت فيها ذواتنا وأصبحت في روحٍ واحدة، تلك التي عثتها الأيام، ولن أطيل، ولن أعود لأفعل، سينصدع المكان من جديد، وسأعود لأرسل لك.أني قد تجاوزت ما فات وما سيأتٍ

الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

حين الشتات


أسعيد؟ أمبتهج؟
أقلبك يطير فوق السبع سماوات ولا يترنح
وأنت تدري أنك تغزل الأفراح
من خيال فقير
تيقنت من انزواء الفراغ
كان لك في الدروب
قصصُ تافه
وحنين لطفل.. لصراخ
تلاقيته فانزوي..انزوي
 نهرك الراكد مرتوي

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

حنين عابر ..حنين مزدحم


وأنت بعيدٌ جداً
لكنك قريب
أرواحنا معلقة في السماوات
وقلوبنا في جلبة المحطة
تنشد ..تحت أقدامنا
لأنها لم تعد ذاتنا. ولا شعاعها يتجاسر داخلنا
أين تنشد أغنيتك
وثنايا القلب تحولت لركام
أين تنشد أغنيتك
يا غريب المقام؟

ومضى شبح الرحلة ..ومرت الضحكة
الآن المقلة تبحث عن شفاءها
بين غرباء المحطة
بين المقاعد المهترئة في قطارنا القديم تركنا الأوهام
أغشانا النور..وتناثرت الشرور بأجساد العابرين القلقة
لا تتركنا وحيداً أيها الشعاع
يا رفيق الدروب المُعوجّة
يا مقلة عيناي!

كانت الذكرى تغمغم
آن للأسى أن يعرف الطريق
ها هىّ الذكرى تلوح
لا بد أن الملل قد تمكن منّا
وعجلات القطر بلا هوادة
في إيقاع سريع
تضرب بعيداً في أعماقنا
أثقلتنا غمامات الروح
لم نكن دروبها بهذه البشاعة من قبل
فلنتوقف إذن
لنأخذ معونة ما تبقى من الرحلة
لكن القلب الحديدي بنضباته جسور.
ألم غريب يعرفنا
مد طويل من الذكرى.. مد عنيف
تذاكر سفر تحت الأقدام
وبسمة الحسناء تتهالك مع زمجرة القطار

أهكذا كانت رحلتك يا ابن آدم
ألم يكن هذا وكأنه البارحة؟
حين أشرقت مع هذا الوجه البسام. وأخذت تعرفها
وهى أبداً لم تعرفك
لن أدع حنين الذكرى
لن أدعها تغب عن ناظري
وإن كنت البعيد..فأنا القريب

الجمعة، 12 أغسطس 2011

12 أغسطس

إنه يوم 12 أغسطس من العام 2011،لا يوجد شيء مخيف أكثر من الخوف ذاته.. تقل معرفتي أكثر فأكثر..بنفسي ، وبأي شخص آخر

الأربعاء، 10 أغسطس 2011

روزيتا.. إمرأة وفرشاة أسنان

ألم يكن من الممكن أن تصبح بنتاً؟"
كلمة قيلت للطفل لوشيانو من ربة الأسرة الصغيرة -لوشيانو- الذي أخبر البوليس بأن شقيقته التي بلغت عامها الحادي عشر تعمل كعاهرة.. تلك الصغيرة في سن الـ11 عاماً ولكن من أسلمها لهذا المصير.
http://a4.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/284612_10150741818215720_743925719_19829862_7317414_n.jpg


إنها الأم .. كم يبلغ عمر البنت؟ 11 عام وتعمل كعاهرة منذ سنتين".


هل ترى كيف أن أسناني منتظمة.. هل تكن كذلك في البداية لكن أمي اشترت لي فرشاة، هل تعرف ما يقول الناس عندما يروني
الآن؟
ما أجمله من فم هذا الذي تملكين.. !! ولكني لم أقل لكي مثل هذا!".


إنه الشرطي الكاربياني أنتونيو الذي كُلف بمهمة من زميله لنقل روزيتا وأخاها الصامت لوشيانو من ميلانو إلى دار أيتام في صقلية.. بعد أن رُفضوا في ميلانو كونها " بروستيتيوت".. عاهرة صغيرة!.


لم يقل لها أنتونيو أنها تملك الفم الجميل.. ولم يقل لها الرجل الذي جلبته أمها سوى أنها قذرة، هذا ما لم يقله أنتونيو.. لكن أفواه الناس جميعها صرحت به.


رفضت في ميلانو..رفضت في فندق أخته الخاص.. بين الأطفال، وحتى من السائحتين الفرنسيتين..وفي قسم الشرطة، كله رفض، لا قبول ولا سماح فتلك القاصر أصبحت وصمة عار المجتمع الذي يراها كمجرمة وجرثومة.


"إنك لا تعرفين صلاة الملاك الحارس


لا أحد يريدني.. لا أحد."
كيف أحس أنتونيو ناحيتها بالشفقة إذن؟.
لقد اشترتها لي بمليون ليرة.. إنني الآن أحلم بموتها.
  



كيف كانت روزيتا طُهر مجتمعها. وهى تخرج له للمرة الأولى وتعرف كلمة "بروستيتيوت" وتعلم أن ما حسبته نظافتها.. حسبه المجتمع هذاء العراء المقدس.. العار الذي لا يمحيه الطريق ولا الموسيقى التي تحبها روزيتها، ولا حتى الإنتر الذي يشجعه لوشيانو.


روزيتا إمراة.. هذا الشقاء على نسمات صيف حارق، لا يجد سوى البحر حاضناً له.
" هل بكيت قبل ذلك.. إن روزيتا فقط هى من تبكي"


- لادرو دي بامبيني " سارق الأطفال" إنتاج إيطالي لعام 1992 وإخراج جياني أميليو


أما أنت يا أنتونيو.. اتعرف؟ سأبحث عنك عندما أصل للخامسة عشرة. قالها الطفل بعد أن انفكت عقدة

الجمعة، 6 مايو 2011

دموع الديموقراطية..والجنة الموعودة!

الإنسان بطبعه كائن يحب الخيلاء والتفوق على أقرانه وهذه من طبائع الأمور، لكن عندما دخلت الآلة الإعلامية الشرسة من صحافة وتلفزيون وإنترنت أصبح الأمر أكثر تسارعاً وتصارعاً.. ولديك فئات عديدة تتشارك بإختلاف الطبقات والرؤى والأفكار في تلك العملية فبعد أن كانت الصحف تُعد على أصابع اليد الواحدة حتى في أوروبا انتهى الأمر لوجود العشرات بل والمئات من المجلات والجرائد اليومية والأسبوعية والطبعات المختلفة على مدار اليوم الإضافة لفضاء الإنترنت الواسع الذي كفل مهن عديدة لقطاع جديد يسمى بالصحافة الألكترونية، ويعتبر الإنترنت أكثر الوسائل قدرة على إستيعاب مشاركة كافة الطوائف والمستويات الفكرية والعلمية به..

رغم أن التلفزيون مازال المتصدر في مجال العروض والأخبار المباشرة بصوت وصورة.
كل هذه الأدوات اجتمعت لتتيح ما يمكن أن يقال بالثراء الغير مادي إنما بثراء الألسن والعيون فنجد اسم قتيل أو مقتول أو سياسي على كل الألسن بالشوارع والمقاهي والبيوت، أو تحليل وتعقيب ساخن لأحد الكتاب أو الشخصيات المشهورة في تلك القضية الساخنة أو هذا الحدث المرتقب..مما عزز ذلك من ثقافة الكيتش kitch

والتي تسببت في التوازانات الغير شريفة وربما الغير منطقية- في أغلب الأحيان- والتي تتعامل مع الحوادث الوقتية من أجل الوصول للهدف وهو كسب تأييد أكبر طوائف وتيارات المجتمع على إختلافها وتنوعها وتناحرها فيما بينهم..  مدمنو الكيتش موجودين دوماً ليحتلوا الواجهة والصورة بطرح يرضي هذا وذاك وحتى الغير مهتم!.

يقول هيرمان بروخ عن تلك الثقافة التي بدأت في الظهور بأوروبا في بدايات القرن العشرين وتضخمت بمرور الوقت في جميع أنحاء العالم خاصة في الدول المتأخرة: " تشير كلمة الكيتش إلى موقف من يريد أن يثير الإعجاب بأي ثمن ولأكبر عدد من الناس - لاحظ كلمة بأي ثمن-، ولكي تثير الإعجاب لابد من التأكيد على ما يريد كل الناس سماعه، وأن تكون في خدمة الأفكار المُسبقة إلى لغة الجمال والانفعال فهو يستدر دموع عطفنا على أنفسنا وعلى كل ما نفكره ونشعر به من أمور مبتذلة".

أما الكاتب التشيكي ميلان كونديرا فيضيف من عنده لتحليل بروخ بعد خمسين سنة: " ونظراً للضرورة القصوى لإثارة الإعجاب وبالتالي حصر أكبر عدد ممكن من الناس فإن جمالية وسائط الإعلام الجماهيري هى جمالية الكيتش التي لا مفرّ منها، ويقدر ما تعانق وسائل الإعلام الجماهيرية وتعانق حياتنا بقدر ما يصير الكيتش جماليتنا وأخلاقنا اليومية".

ويثير كونديرا تلك النقطة فيؤكد فشل "الحداثة" تحت تأثير تلك المفاهيم الرجعية للقرن العشرين والتي يتهم فيها كتاب القرن الثامن عشر زوراً: " الحداثة تعني ثورة غير امتثالية ضد الأفكار المسبقة، أما اليوم فالحداثة تختلط مع الحيوية الإعلامية الجماهيرية الضخمة وأن تكون حديثاً اليوم يعني أن تكون على علم بما يفكر كل هؤلاء الناس.. لكي تكون مماثلاً وأن تكون أكثر مماثلة من كل من حولك ممن يماثلون، لقد لبست الحداثة ثوب الكيتش".

ونعود إلى كلمة فرانسوا رابليه رائد فن الرواية الذي ذكر كلمة " agelaste" بالفرنسية
وهى تعني "الجلف" وجمعها أجلاف وهم من يرون أن الحقيقة واضحة وأن على كل الناس أن يفكروا بنفس أفكارهم- فما بالك عندما ترتدي هذه الأفكار ثوب القدسية أو رداء التوازنات الإقتصادية الهشة والنظريات الغير مكتملة-، ونحن الآن ربما في فورة التغيير بالعالم
العربي نعيش نفس القصة الغير قابلة النهاية، والسياسيون يتناحرون ربما بأساليب براجماتية أو بإنفعالية لإثارة مشاعر الأقل إدراكاً

واحتضان الأجلاف - ربما بعبارة أكثر عصرية الإنفعاليين أو المتعصبين- من التيارات المختلفة ببعض المصطلحات مثل :  لا مساس بالمادة كذا ، وأننا سنوفر نظام إقتصادي عادل وسنقوم بتوزيع الدخل القومي بالشكل الأمثل" وذلك بدون طرح سياسات أو تفصيل البرنامج بذكر كيفية إدخال الموارد وكيف سيصل الدعم للمواطن وما هى الطريقة لتأمين تحصيل الضرائب وهل ستلغى بعض القوانين التي يراها بعض العارفين بالامور مجحفة أم لا، أو ما هى الرؤية الواضحة لتناحر التيارات الدينية والعلمانية أو الإشتراكية والليبرالية أو الرأسمالية.. المطالبة بالمدنية أو بشرع الخاصة دون الجميع.

إنهم فقط يكتفون برص المصطلحات والكلمات العذبة الخيالية مع إثارة الإنفعالات واللعب على الألة الإعلامية الشرسة للوصول للهدف من خلال صناديق الانتخابات وهذه هى الديموقراطية!.. سواء بإستخدام الدين فيما لا يستخدم أو اللعب بشعارات الجنة الموعودة على الأرض للكادحين، وبين هذا وذاك نجد وحتى الآن أنهم يبيعون الهواء لنا.

ومازلنا نعيش عصور ما قبل الحداثة إذا ما سلمنا عقولنا للرجعيين..وطبقنا المعادلات التي تعادي الإنسان، ويبقى السياسيين هم فرس الرهان في تلك اللعبة المتموجة.

...أهلا بكم في عالم التوازنات القح