الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

حنين عابر ..حنين مزدحم


وأنت بعيدٌ جداً
لكنك قريب
أرواحنا معلقة في السماوات
وقلوبنا في جلبة المحطة
تنشد ..تحت أقدامنا
لأنها لم تعد ذاتنا. ولا شعاعها يتجاسر داخلنا
أين تنشد أغنيتك
وثنايا القلب تحولت لركام
أين تنشد أغنيتك
يا غريب المقام؟

ومضى شبح الرحلة ..ومرت الضحكة
الآن المقلة تبحث عن شفاءها
بين غرباء المحطة
بين المقاعد المهترئة في قطارنا القديم تركنا الأوهام
أغشانا النور..وتناثرت الشرور بأجساد العابرين القلقة
لا تتركنا وحيداً أيها الشعاع
يا رفيق الدروب المُعوجّة
يا مقلة عيناي!

كانت الذكرى تغمغم
آن للأسى أن يعرف الطريق
ها هىّ الذكرى تلوح
لا بد أن الملل قد تمكن منّا
وعجلات القطر بلا هوادة
في إيقاع سريع
تضرب بعيداً في أعماقنا
أثقلتنا غمامات الروح
لم نكن دروبها بهذه البشاعة من قبل
فلنتوقف إذن
لنأخذ معونة ما تبقى من الرحلة
لكن القلب الحديدي بنضباته جسور.
ألم غريب يعرفنا
مد طويل من الذكرى.. مد عنيف
تذاكر سفر تحت الأقدام
وبسمة الحسناء تتهالك مع زمجرة القطار

أهكذا كانت رحلتك يا ابن آدم
ألم يكن هذا وكأنه البارحة؟
حين أشرقت مع هذا الوجه البسام. وأخذت تعرفها
وهى أبداً لم تعرفك
لن أدع حنين الذكرى
لن أدعها تغب عن ناظري
وإن كنت البعيد..فأنا القريب

هناك تعليق واحد: