جارتي مدت من الشرفة حبلاً من نغم
نعم قاس رتيب الضرب منزوف القرار
نغم كالنار
نغم يقلع من قلبي السكينة
نغم يورق من روحي أدغالاً حزينة
بيننا يا جارتي بحر عميق
بيننا بحر من العجز رهيب وعميق
وأنا لست بقرصان ولم أركب سفينة
بيننا يا جارتي سبع صحاري
وأنا لم أبرح القرية مذ كنت صياً
ألقيت في رجلىَ الأصداف مذ كنت صبياً
أنت في القلعة تغفين على فرش الحرير
وتذودين عن النفس السآمه
بالمرايا واللآلي والعطور
وانتظار الفارس الأشقر في الليل الأخير
-أشرقي يا فتنتي
-مولاىَ..!
-أشواقي رمت بي!
-آه .. لا تقسم على حبىَّ بوجه القمر
ذلك الخداع في كل مساء
يكتسي وجهاً جديداَ
وأنا لست أميرا
لا، ولست المضحكَ المراحَ في قصر الأمير
سأريكَ العجبَ المعجبَ في شمس النهار
أنا لا أملكُ ما يملأ كفّى طعاما
وبخديك من النعمة تفاح وسكر
فاضحكي-يا جارتي-للتعساء
نغمي صوتكِ في كل فضاء
وإذا أومض في عتمة مصباح فريد
زينة نور عيوني، وعيونُ الأصدقاء
ورفاقي طيبون
ربما لا يملك الواحد منهم حشو فم
ويمرون على الدنيا خفافاً كالنسم
و وديعين كأفراخِ حمامه
وعلى كاهلهم عبء كبير وفريد
صلاح عبد الصبور